21 فبراير 2012
قال الأنبا "باخوميوس"- أسقف "البحيرة وتوابعها"- لـ"عمرو موسى"- المرشَّح المحتمل لرئاسة الجمهورية- "نحب نساند العناصر التي لها رؤية سياسية واجتماعية سليمة، وكذلك من يساعد على حرية المواطنة وحرية العقيدة، ونحن نرى فيك هذا."
وأضاف أسقف "البحيرة"- خلال استقباله وعدد من الكهنة لـ"موسى" بمقر المطرانية أمس الأحد- إن ما حدث في "لبنان" من تفكك بين أبناء الوطن لا يمكن أن يحدث في "مصر"، لأنه لا يوجد في "مصر" قرية قبطية وقرية إسلامية، فنحن جميعًا نسكن في قرية واحدة، وفي شارع واحد، وعمارة واحدة، وطبيعة وجودنا في "مصر" فيها نوع من التلاحم. ورد "موسى" قائلاً: "حقوق المواطنة وحرية التعبير والعقيدة مصانة، ويجب أن يوضح ذلك في الدستور القادم".
كان "موسى" قد زار أمس عددًا من قرى ومراكز "البحيرة"، وعقد عدة مؤتمرات شعبية بمركزي "الرحمانية" و"إيتاي البارود" وقرية "دمسنا".
وتوجَّه "موسى" إلى نادي "دمنهور" الرياضي، وعقد هناك مؤتمرًا حاشدًا، وحاول مجموعة من البلطجية الاعتداء على بعض مؤيديه أثناء دخولهم، واعتزم الشباب المعتدى عليهم تقديم بلاغ رسمي ضد البلطجية الذين تم تصويرهم أثناء محاولات الاعتداء وتحطيم الباب الرئيسي للنادي بعد أن منعهم المسؤولون عن النادى لعدم حملهم بطاقات إثبات الهوية.
وقال "موسى" في بداية كلمته بالمؤتمر إنه يعلم جيدًا أنه لن يفوز مرشَّح بأكثر من 52% من أصوات الناخبين، فقد انتهى زمن الفوز بـ 99%، وإن ما حدث من قبل بعض البلطجية تجاه بعض مؤيديه نتيجة طبيعية للانفلات الأمني الذي تمر به البلاد، وإنه يشعر بالسعادة التي قوبل بها بمراكز المحافظة ونسبة التأييد الكبيرة التي حاذ بها من قبل المؤيدين والأنصار. واستطرد: "نحن الآن نتحرك نحو مرور العام الثاني للثورة العظيمة، ونأمل أن تتحقق أهدافها جميعًا طبقًا لجدول الأعمال الذي يحقق لمصر التطور نحو بناء هذه الدولة العظيمة، والتحديات اليوم كثيرة، تحديات لمصر بصفة خاصة وللعالم العربي وللعالم الثالث والإسلامي بصفة عامة، إلا أن هناك حركة واضحة نحو الوصول إلي اليوم الذي يتم فيه نقل السلطة إلى سلطة وطنية منتخبة لنصل إلى مرحلة مستقرة لعمل إصلاح كل الملفات والتوصل إلى نقطة البداية التي نريد منها إعادة بناء مصر بطريقة صحيحة، وبالتالي نتبع الطريق الديمقراطي بدلاً من الطريق الديكتاتوري السابق، ونجعل من مصر ورشة عمل للتنمية الصناعية والاقتصادية والاجتماعية السليمة، لتحقيق المكاسب التي نسعى إليها جميعًا، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية."
وحول ما يُثار بأن هناك "رئيس توافقي"، قال "موسى" إنه "تعبير مستفز"، وأضاف: "نحن نتحدث عن ديمقراطية، ونتحدث عن إرادة المصريين. وهل يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في البرلمان وصفقة في الرئاسة؟ هذا مرفوض جملةً وتفصيلاً. فهل نسير على أساس 50% ديمقراطية؟".
وأوضح "موسى"، أن الديمقراطية هي البرامج وتنافيها، وهي الآراء وتنوعها، وهي حرية الناخب في أن يقول سوف أنتخب فلانًا أو فلانًا، أما العمل على وجود توافق أراء يجعل الأمر وكأن هناك وصاية، فهذه الوصاية سوف تدمِّر الديمقراطية التي تولد وسوف تجعلها تولد قاصرة وبشكل لن يساعد "مصر" في المرحلة المقبلة على البناء على أسس سليمة لحل مشاكلها.
وقال "موسى": "مسألة المرشَّح التوافقي هذه إبداع غير موفق، وليتركوا الناس ببرامجهم وبتوجهاتهم السياسية أن ينتخبوا وأن يقولوا رأيهم كما حدث في الانتخابات البرلمانية، لكن ديمقراطية في البرلمان وصفقة تفرض على الناس في الرئاسة فهذه مسألة مرفوضة".