Oliver بقلم
تاريخ النشر: 8 أمشير 1728 ش – 16 فبراير 2012 م
لا أنت هنا لتتسلي بالقراءة و لا أنا أتسلي بالكتابة.فما أسطره هنا هو حروف من وجع.و أنا أري وطني ينحسر يندهس يتمزق .ثم يتقسم.....لا أظن أننا نفرح بإنحسار مصر.و لا بإنكسار مصر.لا نفرح بتقزيمها و لا بتقسيمها.و لكننا نري و كأنها نعجة تساق إلي الذبح.لا تقاوم .مصر لا تقاوم التقزيم و لا التقسيم. بل بكل همة سوداوية يتنطع المتخلفون بأنهم يشكلون واقع مصر الجديدة.و ما أسوأه واقع.
يظنون أنهم يفهمون ما يقومون به من أدوار دون أن يدركوا ماذا بعد... يظنون أن الدجاجة ستبيض ذهباً حتي لو ذبحوها. لكن الدجاجة تكاد تموت في أيديهم . و هي تنزف و توشك علي النهاية فيما هم ينتظرون الذهب حيث لا ذهب..
مسرحية ذبح مصر
الفصل الأول
بلغة المسرح نستطيع أن نتخيل الأحداث.
صوت داخلي يهتف من ميدان التحرير يسقط يسقط حكم مبارك.بينما المخرج و هو هنا أكثر من مخرج .يشير لبعض من الكومبارس الذين يرتدون نفس الزي.مثل حروب البسوس.يخرجون كمن يقاتل الكفار.يتبعون الهاتفين من ميدان التحرير .و بينهم مسافة. لقد أمرهم المخرج أن يحتفظوا دائماً بمسافة بينهم و بين ميدان التحرير ؟ حتي يستطيع أن يشاهد المشهد بوضوح. لا يريد أن تختلط علي الهتافات و لا الأشخاص. فيصبح الهاتفون في التحرير في الصفوف الأمامية. و بينهم و بين الصفوف الملتحية بعض الضحايا و دماء علي المشهد. لا توجد ضحايا بين الملتحين حتي لا تتسخ جلاليبهم البيضاء المقزمة.
لا يوجد هتاف للملتحين سوي الجيش و الشعب إيد واحدة....بعدها بقليل يصبح الهتاف الجيش و الإخوان إيد واحدة....
علي جنبات المسرح يقف عدة أشخاص يلبسون الزي العسكري و قد أحاط كل أربعة بأحد قيادات الملتحين فهؤلاء يقفون مع القرضاوي و أولئك مع العوا و مجموعة أخري مع المدعو حسان و الرابعة مع بديع .من بعيد يقف بعض المشايخ ينتظرون و لو إيماءة من العسكر حتي يلحقون بنصيبهم من رضا العسكر. فتجد بعض المشايخ واقفون بجوار بعض يعرضون خدماتهم مجاناً لعلهم يوفقون. أري منهم صفوت حجازي و الشحات .بينما يجري بعيداً الأزهري و غنيم حانقين لرفض أي إستعانة بهم .
يشير مساعد المخرج ( إضاءة) فتغمر المسرح نار تأكل نار في أطفيح نار في إمبابة نار في ماسيبرو نار في المجمع العلمي.يهتف المخرج ( كفاية) فيظن المشاهدون أنه يقصد كفي ناراً بينما هو يقصد أن يتجه الحريق إلي حركة كفاية . فتبتدأ حرب التشهير .و التحقير .ثم التهديد و تتزايد حلقة الرياء المستعرة بعد أن يسمع السلفيون و الإخوان أن المخرج متلذذ بهذه اللغة. فيخرج البرادعي من علي خشبة المسرح غاضباً بعد أن تحالف بعض من رفقاءه مع العسكر . و إنكشف عمرو موسي و رقص الملتحون فرحاً و هو الذي ضحي بنفسه و طالب بأن يأخذون حقهم في العمل السياسي و لكن هكذا دائماً تدور الدوائر. من بعيد ينظر أبوإسماعيل إلي المخرج يتمني و لو إبتسامة رضا و هو التائه بين الجلباب و البدلة و لكنه لم ينل سوي بعض تصفيق من بعض السلفيين.
ينادي أحد مساعدي المجلس العسكري ( أكشن) فتبدأ فرقعات جوفاء.جواسيس ليسوا جواسيس.هجوم علي حركة 6 أبريل.وعود براقة تخبو منزوية تلعق جراحها .قوانين دور العبادة تختنق من الحسرة . و قوانين الأحوال الشخصية للمسيحيين أثر بعد عين.
هذا الرجل متهم في 4 مليارات هاربة.
(أكشن) يكرر مساعد آخر يدعي رضا محمود حافظ و الذي ستضيع سيناء علي يده لو بقي طويلاً علي المسرح.فتبدأ تفجيرات خطوط الغاز ثم تفجيرات قسم العريش ثم تفجيرات خطف الضباط ثم خطف السياح الصينيين ثم خطف سائحتين أمريكيتين.
هذا الأكشن الإجرامي علي يد رجل فاقد البعد الإستراتيجي لسيناء و كل مؤهلاته أنه يرأس سلاح الطيران خلفاً للمخلوع.
صوت الراوي من الداخل و يدعي محمد حسين طنطاوي .تسمع همهمة قبل أن يبدأ حديثه. صوت إستئذانه لسامي عنانم يأتي في الميكروفون الداخلي . هل تعجبك هذه يا سامي ؟ يسأل طنطاوي فيقول له سامي دعني أسأل لك المخرج . واضح أن المخرج يتكلم بلغة إنجليزية بلكنة أمريكية.التي لا يفهمها طنطاوي .يأتي تصريح بالإشارة لطنطاوي لكي يخرج علي المسرح فيقول كلاماً ينتظر الجمهور كلاماً غيره. يأتي الكلام غير مرتب. يبدو أن طنطاوي لا يحفظ دوره. يدخل و يخرج يدخل و يخرج مرات عديدة و في كل مرة لا يصفق الجمهور و لا يفهم من طنطاوي شيئاً.
هذا الدور أكبر من إمكانيات طنطاوي و لكن الإتفاق دائماً أن يتسيد المشهد الأقل كفاءة حتي لا يطالب المنتج بأجرٍ أعلي.
بعد قليل تعزف موسيقي حزينة في السويس و الإسكندرية و قرب محمد محمود بالقاهرة . ثم تخرج فرقة كئيبة ترقص شيئاً قريب الشبه بعبدة الشيطان .فيصفق لها طنطاوي وحده .و ينظر الملتحون إليهم في زهو كأنهم يفهمون و هم لا يفهمون.
ينتهي الفصل الأول .تعود جوقة المتظاهرين بميدان التحرير إلي المسرح و يكررون الهتاف نفسه مع تغيير بعض الأسماء كي تسقط و تسقط و لكنها لا تسقط بعد.
الفصل الثاني
تقزيم مصر
التقزيم أي تستنفذ طاقة وطن بأكمله في (لا شيء).أن تختزل الناس في إسم.و الرياضة في لاعب و الفن في فنان و السياسة في زعيم.ثم تصحو علي الكارثة أن الوطن ليس وطناً للحياة بل وطناً للبيع
يقف المخرج بين الملتحين يختار الملامح الأشد قساوة و الأكثر غباوة .نعم أنت .فيخرج ليتكلم كأنه يتجشأ .يصب كيلاً من القاذورات من فمه في صورة فتاوي. فلتتغطي التماثيل أو تتحطم. الفن حرام و الرياضة حرام و السياحة حرام و الأقباط كافرون نعم لا تقول ما هو أكثر. أنت لا تفهم في السياسة . أنا لم أختارك للسياسة لذلك يسقط الشحات في الإنتخابات. ليس دوره تحت قبة البرلمان بل قبة أحد زوايا الجهل و التخلف.
المخرج يقول له أن دورك هو تسخين التصفيق كلما فتر الهاتفون من أصحاب الذقون الغبراء و العقول السوداء.
يتطلع أحدهم في مكر و دهاء. يتساءل أمام المخرج . و أنا أين النص الذي سأحفظه ؟ ما هو دوري سيادة المخرج الأعظم؟ ماذا أقول يا باشا؟؟
فيجيبه . لا تقول شيئاً يا سعد. و بناءاً عليه فأنت دورك هو إشاعة الفوضي في البرلمان بسبب خوفك من اللحي و جهلك بالأخرين و رفضك للجميع. دورك أن تشتت الجهود إن وجدت. كلما وجدت ضغوطاً شكل لجنة. أنت تعرف الحل. تستطيع أن تصرخ في النواب .تعاملهم كتلاميذ في فصل المشاغبين. لكن إياك أن تقسو. دعهم يهدرون الوقت أولاً ثم تدخل كرجل حكيم كان يستكشف الأمور. دائما يا كتاتني إهدر الوقت في إستكشاف الأمور.تكلم كثيراً كلما كان الأمر تافهاً أما إن كانت هناك جدية لا سمح الله فأترك النواب الملتحين يثيرون شغباً و يكون دورك التهدئة بين الأولاد.
عندما يستجوبون وزيراً دعهم يتعاركون مع بعضهم البعض ثم بعد أن ينال الجميع من الجميع قدم الوزير إلي المنصة .و إذا تاه منك الموقف فقل آية عنكم آيات كثيرة و أحاديث بها المتناقضات أو قل لندع وقتا للوزير ليصلح شأن وزارته و إلا أقلناه.
ثم يخرج طنطاوي بعدك قائلاً البرلمان لا يملك سلطة الإقالة. يقولها وهو يبصم علي قوانين لم تدخل مجلس الشعب. فيصدرها بعد تكويين المجلس ثم يعلن عنها في جريدة الوقائع بتاريخ سابق علي إصدار القوانين .طنطاوي لا يعمل حسب النص لأنه لا يحفظ النصوص و لا القوانين . بل تأتيه تعليمات المخرج عن طريق سامي عنان . و يخشي طنطاوي أن يصاب سامي عنان مصاباً أليماً مع أنه فعلاً يريد أن ينفرد بدور البطل لكنه لا يحفظ اللغة مثله.
في حضور طنطاوي تصدر القوانين مثل اللصوص .خلسة لا يعرفها أحد و لا يشعر سوي بالجريمة بعد وقوعها.فهكذا يفعل المتآمرون علي الأوطان. يخدرون الشعوب و يسرقون مستقبلهم.
الكتاتني يتملق الجنزوري لأن طنطاوي أوصي به خيراً .
نشرة الأخبار تنبعث من أحد أجهزة التليفزيون أعلي خشبة المسرح.
يقف التعليم علي باب التسول.و مصر خلفه تتسول .و تتراجع الحضارة علي يد من ينشرون التخلف.في الإعلام . يهتف محمد صلاح من اليوم السابع أنه باع الجريدة بأعمدتها بأعلي الأثمان. و قبض الثمن من السعودية. كل محرر له راتبان.الأول من الجريدة . و الراتب الثاني يقبضونه من محمد حسان ( مندوب السعودية) الذي يزعم أنه يستطيع أن يجمع أضعاف مبلغ المعونة في 24 ساعة؟؟؟؟؟؟ و لا أدري ما هذا الرجل الخارق الذي يستطيع أن يفعل ما تعجز دول بكل أجهزتها عن فعله...إلا لو كان الأمر بسهولة هو أن السعودية ستدفع لحسان لتشتري مصر بأكملها. فيبيع من لا يملك لمن لا ينبغي أن يملك.علي أية حال لقد أعلن الأزهر تأييده للحملة المزعومة لكي يربح نصيبه لو حدثت و يربح نقاطاً لتأييده للسلفية لو لم تحدث.
محمد عبد القدوس هو حلقة الإتصال بين الإخوان و بين الصحفين .هكذا يصرح المخرج.و هكذا يشترون المصري اليوم.
يقف أحد المتفرجين و يهتف من داخل قتعة المسرح الفسيحة قائلاً :
حسان هذا أكذوبة. فلو كان يستطيع أن يجمع المليارات في ليلة واحدة فماذا يمنعه من البدء في ذلك؟؟؟ و لماذا يشترط أن ترفض مصر المعونة؟؟؟ فليجمع ما يشاء و إن أتت المعونة فليكن دخلاً إضافياً و إن لم تأت فلدينا البديل؟ أما و إن حسان هذا ( الشيء) يشترط علي مصر أن تتنازل عن المعونة فهو بمكر يورط مصر في صدام مسلح مع إسرائيل و الذين يشغلونه من خلف الستار يعرفون أن الإستغناء عن المعونة يعد بمثابة إعلان حرب ضمنياً ضد إسرائيل. و هو ما تريده السعودية لهدم مصر غير المستعدة لأي حروب خارجية . تريد السعودية أن تضيع مصر و يتفرق دماء المصريين علي الحدود.و هذا يوفر للسعودية عشرات السنين تتنفسها إلي أن تقوم لمصر قائمة من جديد.
ثم أن المعونة ليست فقط أموالاً بل أسلحة و هو ما لا يمكن أن تستغني عنه مصر .و إلا تتحول أسلحة الجيش إلي خردة خلال بضع سنوات .
ينظر المخرج إلي حسان و يقول .... (ستوب) لا خروج عن النص هنا. الكل يعمل حسب أوامري. فيتوقف حسان عن كذبته العالمية ....
ينبري العوا عائداً من مؤتمره إنجلترا مهاناً مطروداً حيث هتف ثوار الصف الأمامي ضده كاشفين أنه متواطئ .نعم هو ممثل المؤتمر الإسلامي الذي وضع خطة حقيقية للتخلص من الأقليات المسيحية في البلاد الإسلامية خلال 10 سنوات . بتمويل من السعودية و قطر .و مشايخ البترول في الكويت و البحرين.
يستدعيه المخرج ؟ قف علي خشبة المسرح... إعلن بأقوي صوت أن مصر إسلامية...يتعجب العوا من المخرج غير المسلم. لا يدرك مغزي الدعوة الإسلامية لأن المخرج نفسه يكره هذه الدعوة. يقترب إليه المخرج قائلاً ... أنت تغذي الإعلام الإسلامي بتصريحاتك الجوفاء. فدورك هنا إعلامي ليس إلا... دعك من المؤتمرات الشعبية لأنها ستفضحك.
تكفيك الكاميرا و الأضواء مثل حبيبك عمرو موسي. ليس لكما سوي أن تملأون الهواء كلاماً و أحشروا بين كل عبارة و عبارة كلمة إسلامية. ليس لك أن تقول ما هو أكثر و إياك و الحديث عن العسكر لأنهم أصحاب النص الأصلي في الرواية.
أنت هنا مجرد صدي صوت لأصحاب اللحي الطويلة و العقول القصيرة.أنت هنا مخدر للعقل المصري.
يأتي صوت شاشة التليفزيون من أحد جنبات المسرح حيث يعرض كلاماً لأحد نواب الليبراليين يقول بإختصار. التعليم في مصر يتسول و مصر تتسول من خلفه. لقد سمعت نفس التصريح منذ دقائق في قناة أخري؟؟؟؟؟؟
يغلق المخرج التليفزيون. و يهتف ...و الآن إلي مشهد تقزيم مصر .
كيف يحصل التقزيم
التقزيم في السياسة أن تتصدر قطر إجتماعات العرب. و تقوم بقيادة مفاوضات بشأن سوريا.دولة كل مواطنيها ثلث مليون مواطن تريد أن تحكم مصر ؟؟؟؟
السعودية ترفض تسديد المنح لمصر فكلما أفلست مصر كلما كان أفضل . فلتتقزم مصر لكي تظن السعودية أنها شيئاً .فليحكم البترول أفضل من العقول. و ليملأ البترول ضمائر الملتحين في مصر أفضل من أن يصبح لمصر جيشاً يخيف السعودية دواماً .أو كياناً يزاحم السياسة السعودية العقيمة في كل المحافل.
حتي أمريكا أفسدت مبارك و أبناءه و تسترت علي جرائم غسيل أموال إرتكبوها .و هي تستغل هذا الوهن في القيادة المصرية لكي يتم إخضاع مصر لأوامرها. حتي سويسرا أخفت جرائمهم و لم تكشف عنها سوي مؤخراً .
الآن أتذكر لما ذا توقف مبارك عن زيارة البيت الأبيض أربع سنوات . لقد كان يقابله الرئيس الأمريكي مقابلة الشرطي للص. حتي أن الكونجرس أمر بأن تخضع أموال المعونة للإشراف المباشر الأمريكي عام 2009 إمعاناً في عدم الثقة في قيادات مصر بدءاً من الرئيس مروراً بالوزراء ثم المحافظين فكيف لا تتقزم مصر.إذا صار كل مسئوليها مجرمون؟
تقزيم مصر بدأ بتخلف التعليم في مصر و تبعه تخلف الإعلام في مصر . في المدارس منهجاً يبعث علي كراهية العلم و في البيوت منهجاً يبعث علي كراهية مصر.هكذا تم حصار المصريين.فسادُ في البر و البحر و الجو .فساد علي كل المستويات. تقزيم مصر تم بإفساد قيادات مصر.تسوست أعمدتها فكيف لا تنهار.
التقزيم يكون بالضغط المالي و السياسي و الإعلامي.و مصر تتعرض لهذا العدوان الثلاثي.
التقزيم أن ينحسر دور قطاعات عريضة من مصر.الأقباط أولهم و المرأة أيضاً.الأدباء و الفنانين.العلماء و المتخصصين.إذا إختفي هؤلاء من الساحة تقزمت مصر.
من الأسهل علي أمريكا أن تنتشر الديكتاتورية في بلاد الأغلبية الإسلامية . لأن السيطرة علي مجموعة الأشخاص المتحكمين في البلاد الإسلامية أسهل من السيطرة علي آلاف الأشخاص صناع القرار في البلاد الديمقراطية.
لذلك تشجع أمريكا الديكتاتورية إلي أن يخرج الديكتاتور عن طوعها عندئذ تقبض عليه مثل نورييجا .أو ميليسوفيتش بتهمة الديكتاتورية ذاتها.و لكنه ما دام مطيعاً فهي مسئولة عن حمايته و التغطية علي جرائمه مثل معظم الحكام العرب إن لم يكن كلهم. ثم إن خلع ديكتاتور من الحكم هو شعاراً مقبولاً لدي الرأي العام الأمريكي يتم إستغلاله عند اللزوم.
تقزيم الفن المصري بدأ منذ سنوات دون أن ينتبه السياسيون بإعتباره شأناً فنياً خالصاً .بينما كان أحد حلقات تقزيم مصر من خلال شراء كل منتجات التاريخ السينمائي ثم دفنها في الأرشيف لمصلحة أصحابها و هم أثرياء سعوديون.و في المقابل ترويج و إغراق للمسلسلات السورية و التركية مع إنحسار مريب للطلب علي المسلسلات المصرية.و لذلك لا تستغرب إذا عرفت أن الأموال التي تمول الأعمال الفنية السورية كلها سعودية و كويتية.
المخرج يطلب من(اللبيس ) أن يلبس أحد العسكر ثياب الديكتاتور و الذي يقوم بمهام اللبيس هنا هو (حزب الوفد) . في المسرح يجرب اللبيس الملابس علي الممثلين و في السياسة يجرب اللبيس الممثلين علي الملابس. لذلك فهو حزب اللبيس . دائماً لا يعرف المقاس لكنه يظل يجرب.
المهم أنه يقوم بدوره يأخذ الديكتاتور من المخرج و يكسوه بثياب من العصور الغابرة. و يقدمه إلي صف الملتحين و يأمر الموسيقي بالتطبيل و الكورالات بالغناء بأغنية يعيش الزعيم يعيش الزعيم مع أن البلاد الإسلامية لا يعيش فيها أي زعيم بل يموت مغتالاً. حتي زعيم الفن حبسوه لكي لا يصبح هناك أي زعيم من أي نوع.
مذاخلة فجائية : يغمز المخرج برموشه لأحد المناضلين الأقباط فيصيح أن الأقباط يرفضون الكوتة في المجالس .و أنا أري الأقباط إذا رفضوا الكوتة سيطفحون الكوتة. لأن المواطنة لن تأتي سوي بالتدريج. فهل تكف أيها المناضل عن الفكر المثالي و تتبني الفكر السياسي ما دمت تريد أن تلعب علي المسرح.لذلك أطالب بكوتة للأقباط في كل المجالس فأنا لا يهمني تحت أي مسمي يدخلون بل يهمني أنهم يكونوا متواجدون يمارسون مهمتهم في التعبير الحقيقي عن قطاع عريض من مصر أسمه الأقباط.
يغمز المخرج لأحد الأشخاص و هو محامي تحت الطلب.فيقدم عريضة دعوي ضد نشطاء الأقباط و منهم الكهنة .و يرسل قصاصة ورق معه للنائب العام .فيستدعي نجيب جبرائيل و مايكل منير و أبونا متياس و أبونا فيلوباتير . فقط ليخطرهم أنهم تحت تهديد .و لتكون إجراءات سير القضية الوهمية هي ورقة إبتزاز للأقباط و نشطاؤهم.فليتركوا شهداء ماسبيرو لخالقهم و ليتركوا السلطة للمخرج و يصمتوا .ماذا و إلا ؟؟؟؟ ثم يفرج عنهم جميعاً بدون ضمان أو كفالة مما يهدم القضية و يكشف زيفها....
تقف مجموعة من شباب الأقباط علي مقربة تهتف : ملعون هذا يا قضاء الممثلين أو يا ممثلين القضاء.ملعون الحكم بأن تنفصل إبنة عن أمها لأنهم رفضت أن تعيش مسلمة.ملعون الحكم بتهجير الأقباط من العامرية تمهيداً لتهجيرهم من كل الأماكن.
رحماك أيها المخرج.فلنعد للتقزيم
التقزيم هنا أي ان يختصر الشعب كله في شخص أو عدة اشخاص. لذلك حرص المؤلف علي تسمية المجلس العسكري (بالجيش) و تسمية الوزراء (بالدولة) و تسمية المشير (برمز مصر) . إنها حفنة من الإختصارات الكريهة التي تختزل الجميع في الشخص و هذا ليس صحيحاً في البلاد الديمقراطية .... إنهم يقزمون مصر حين يخلقون دعاية جوفاء لأبطال من هواء.فيشطبون علي ملايين المصريين الذين يفهمون و يحبون مصر أكثر من المخرج و الممثلين و المؤلفين و كل من علي خشبة المسرح.
عفواً إذا تهت معي وسط أحداث المسرحية.فهذه هي مسرحية الفوضي الخلاقة يا سيدتي و يا سيدي.
لقاؤنا بمشيئة الرب قريباً مع الفصل الثالث و الأهم و هو تقسيم مصر كيف متي أين و من يقسم و ماذا نفعل . و مصير الأقباط .إنه فصل مصير مصر؟ فلنتابع.
و الآن فلنرتكن إلي موضع الراحة.
حين ترتدي الأرض ثياب الربيع .تكتسي بالفيروز.تحتضن الرجاء في إشتياق.تنظر إلي فوق و تسألك راحة.
يا راحة الأرض المتعبة.أسمك عجيب.مريح القلوب يا ربنا يسوع. لأن متابعة مظالم الأرض منهكة.لذلك نرفع أعيننا إلي فوق حيث لا مظالم.لا مكائد أو تظاهر.كل ما هو فيك حقيقي أيها الرب الممجد. محبتك حقيقية لا شك فيها. خلاصك أكيد لا لبس فيه.عونك بالحقيقة متاح لا تردد فيه.رغبتك في تمتعنا بالخلاص مؤكدة لا تلون فيها.
أنت الصدق كله.أنت الحق كله.أنت الحب كله.أنت الخلاص كله.فكن لنا.نريدك أنت.
لكنك أيضاً بعظمة صنيعك تستطيع أن تطوع الأحداث لمشيئتك.فلا تكون بمشيئة رجال يدبرونها و لا ضحايا يعانون منها بل تتحول فيك إلي ما هو خير و فرح و سلام.
نحن نؤمن أنك أنت مدبر الكون و الأوطان و ليس البشر مهما يتصنعون من مكر و دهاء.
دعهم ينفقون أموالهم في الهباء حتي يعتازون من جديد لشخصك الغني.
دعهم يتأكدون من فشل ذكاءهم المريض في تغذية الكون بالبشر.لأنك أنت هنا سيد الكون.
دعهم يرفضون إيمانك ليعرفوا معني الفشل فينتبهون.ليتهم يفعلون و يرجعون.
دعهم يتحدون كالأشواك فيوخزون أحدهم الآخر .و يكونون في الحقيقة في نيران الذات المحرقة.حتي يأتي اليوم فيتضعون مثل نبوخذ نصر و يرفعون أعينهم إلي القدير و يسبحون عوضاً عن عبادة الذات.و يمجدونك عوضاً عن الفخر الكاذب بما لا يملكون.
اليوم صلاتي لأجل الأشرار .إفتح لهم أبواب معرفتك.و يكون الأدب مرشداً لهم للخلاص.اليوم صلاتي لأجل الكارهين الحب مثل فرعون.أرسل لهم موبخاً و هادياً مثل موسي.فلتكن كنيستك صوتك للعالم.لعل هناك من يستجب.
اليوم صلاتي لأجل السياسيين.يتكلون علي حساباتهم.فيأتيهم الخراب من حيث لا ينتظرون.لكنك لا ترفض القصبة المرضوضة و الفتيلة المدخنة.فلتكن يدك عليهم للنجاة.
الصغار في البلدان ينتحبون .كن فرحهم و لا تتأخر.لأجل الصغار أصلي .لأ جل العاجزين عن الفعل .الممنوعين من الكلام.ارسل حكمتك فيهم كوعدك فيتغير بهم هذا الجيل.
من ينتصر ينتصر بالرب .من ينجح فبالنعمة.من ينكسر فلأن الذات ضد المسيح.فأجمع يا مسيح الآب هذه الخراف.من هنا و من هناك.إلي حظيرة واحدة.و إبق كما أنت بالحنان راعيها.