كتب - نادر شكرى - اليوم السابع
واصل الأقباط إرسال التعزيات والبرقيات فى رحيل الشيخ عماد عفت،
شهيد دار الافتاء الذى استشهد أمام مجلس الوزراء أثناء الاشتباكات التى
وقعت بين المعتصمين وقوات الجيش، وشيعت جنازته أمس وسط حضور كبير من طوائف
الشعب الإسلامية والمسيحية.
وقام عدد كبير من الأقباط بتغير بروفيلهم الشخصى على موقع التواصل
الاجتماعى ووضع صورة "الشيخ عماد" تعبيرا عن امتنانهم لشخصيته وعلمه وجهده
فى التواصل بين أبناء المجتمع الواحد، وعبرت الكنائس عن خالص تعزياتها فى
رحيل شهيد دار الإفتاء.
ونعى الأنبا يؤانس سكرتير قداسة البابا شنودة الثالث رحيل الشيخ عماد
قائلا: "من كل قلوبنا يعز علينا رحيل الشيخ عماد عفت، وهو أحد الشيوخ الذين
لهم أثر كبير بعلمه واعتداله وحبه لوطنه، ونعزى ونواسى فضيلة المفتى
الدكتور على جمعة والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وأسرة
الفقيد، طالبين من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان فى رحيل فقيد مصر، ونطلب
من الله الاستقرار لبلادنا وعودة الهدوء والسلام لمصر، وأن يعمل الله الخير
لها ولشعبها".
وعبر الأنبا بطرس نائب بطريرك الكاثوليك عن حزنه لشهيد دار الإفتاء
وقال: نعزى أنفسنا جميعا ونعزى مصر مسلمين وأقباطا، لرحيل الشيخ عماد الذى
كان من صاحب شخصية محبة، وعالما من العلماء المتميزين، وله الكثير من
الدراسات التى تعبر عن الوسطية، وكان مساندا للثورة المصرية والثوار، وشارك
فى جميع الأحداث بخطوات ثابتة، وكان له رؤية وموقف إيجابى فى كفاحه من أجل
الحرية والوطن، واضطر إلى دفع حياته ثمنا لأجل هذا الوطن، ونحن نتمنى أن
يكون هناك رد لدمائه باستقرار البلاد، وتحقيق ما كان يتمناه من خيرا لهذا
البلد.
وانتقد الأنبا بطرس أحداث العنف التى مازالت مستمرة بشارع القصر العينى،
مشيرا إلى أن العنف مرفوض بأى شكل من الأشكال، ويجب تغليب سياسية العقل
والحوار لوقف نزيف الدماء من أبناء الوطن الواحد، وأن يعود كل شخص
لمسئوليته فى القيام بدوره وعمله وأن تكون هناك رؤية واضحة وشفافية فى
الأمور.
وأضاف، أن هذه الأحداث وقعت، لأنه لم يكن هناك وضوح أو تحقيق فى جميع
الحوادث التى وقعت مسبقا وتقديم المسئولين عنه للمحاكمة، وهو ما أدى لمزيد
من الفوضى ليس فقط فى ضياع أرواح الأشخاص، بل ضياع قيم مصر العلمية، وإحراق
مكانة مصر العلمية بحرق المجمع العلمى، وهو أكبر المؤسسات العلمية فى
الشرق الأوسط والعالم، وهذا أمر غير مقبول، ويجب التصدى لأى محاولات لتدمير
المؤسسات العامة والتاريخية.